تعود الجغرافيا السياسية العالمية مجددًا لتتركز في سيونيك. ومع ذلك، حتى وقت قريب، كانت جميع المراكز القوية تؤكد أن قضية جنوب القوقاز، ولا سيما سيونيك، قضية هامشية. لكن قضية سيونيك لا يمكن أن تكون هامشية، لأنها تمثل المحور الرئيس لمصير «المُوصِّل» على هضبة أرمينيا. علاوة على ذلك، يضمن سيونيك استمرارية الفضاء الحضاري الهندو-أوروبي. لقد نجح «مجلس آيكا» في الدفاع عن سيونيك لأكثر من مئة عام.
اليوم عادت هذه المشكلة لتُطرح من جديد. النظام الطفيلي يريد تحويل هذه المنطقة بأكملها إلى فضاء ابتزاز في القرن الحادي والعشرين. وهذا هو السبب العميق وراء حملة تحالف المبتزين على آرتساخ في عام 2025. مهمة جميع الدول الإقليمية الخالقة للحضارات هي منع انتصار المبتزين. ولتحقيق ذلك يجب تفعيل أدوات مختلفة، وأهم هذه الأدوات هي العسكرية والاقتصادية.
أما الأداة العسكرية الأهم فتتمثل في تشكيل «فيلق السلام» التابع لـ«المجلس الحضاري لآيكا» للسيطرة التامة على كامل أراضي سيونيك. يجب أن تشارك جميع الأطراف المعنية في تشكيل هذا الفيلق، بما في ذلك وحدات متساوية يتم تشكيلها من الأرمن الإثنيين لكل طرف مشارك. يتمتع الفيلق بقيادة عسكرية موحدة تخضع لجمهورية أرمينيا ذات السيادة. على منصات هذا الفيلق، تعتمد كل جهة ممثليها السياسيين الذين سيُنسَّق معهم مصالح جميع الأطراف. في جوهر الأمر، تمثل المنصات السياسية ضمن هذا الفيلق تجسيدًا لوظائف «المُوصِّل» في توحيد مصالح جميع الأطراف المعنية. إنشاء مثل هذا الفيلق سيغلق إلى الأبد مسألة أي تدخل عسكري من أطراف ثالثة.
أما الأداة الاقتصادية الأهم فتتمثل في التكامل الاقتصادي للمنطقة الكبرى المحيطة بسيونيك، سواء على أراضي أرمينيا أو على أراضي إيران. ولتحقيق ذلك، يجب إنشاء شبكة من وسائل الاتصال بين إيران وأرمينيا عبر سيونيك في أقصر وقت ممكن، سواء كانت طرقًا برية أو سككًا حديدية (ما كان ينبغي إنشاؤه قبل 30 عامًا). إذا كانت الأداة العسكرية توفر الحماية من التدخل الخارجي، فإن الأداة الاقتصادية تمنح المنظومة بأكملها استقرارًا داخليًا، إضافة إلى تقليل فرص جميع العوامل القسرية.
إن ما يُهمل اليوم سيكون أساسًا لانهيار الغد!
المجلس الحضاري لآيكا
19 أيلول/سبتمبر 2025